محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون - لـ أفلاطون
"في هذه المحاورات الأربع الخالدة، يرسم أفلاطون صورةً حيّة لأستاذه سقراط، في لحظاتٍ مفصلية من حياته، عبر أسلوبه الحواري الذي يكشف عن عمق الفكر وشجاعة الموقف. كان سقراط لا يُملي الأفكار، بل يستخرجها من عقول محاوريه بأسئلة دقيقة، تفتح أبواب الشك والتأمل، وترفض التسليم بالمسلَّمات.
في محاورة "أوطيفرون"، يثير سقراط سؤالًا أساسيا عن معنى "التقوى"، كاشفًا هشاشة المعتقدات السائدة حين تُواجه بالتحليل العقلي.
أما في محاورة "الدفاع"، فيقف سقراط أمام المحكمة الأثينية، لا ليطلب النجاة، بل ليُدافع عن رسالته في البحث عن الحقيقة، ويدحض الاتهامات الموجهة إليه ببلاغة وشجاعة نادرتين.
وفي محاورة "أقريطون"، يُجري سقراط حوارًا عميقًا حول العدالة وواجب احترام القوانين، رافضًا الهروب، ومتمسكا بمبادئه.
ثم تأتي محاورة "فيدون"، وهي من أرقى نصوص أفلاطون، حيث يودّع سقراط أصدقاءه، مُسجّلًا تأملاته الأخيرة في النفس، والموت، والفلسفة بوصفها استعدادًا دائمًا للحياة الخيّرة والحق.
هذه النصوص لا تروي فقط لحظات من سيرة فيلسوف، بل تشكّل لبنات تأسيس للفكر الفلسفي الغربي برمّته، وظلت، وستظل، مصدرًا لا ينضب للتأمل في الأسئلة الكبرى للوجود."