الفلسفة الرواقية - لـ عثمان امين
"أود أن أنبه القارئ إلى أن الرواقية، كأكثر المذاهب الفلسفية اليونانية بعد أرسطو، هي فلسفة قامت كي تسد حاجة عملية قبل أن تستجيب لرغبة في المعرفة النظرية.
وقد حاولت في هذا الكتاب أن أبسط العناصر الرئيسية في فلسفة الرواق، كما استخلصتها من المصادر المتفرقة التي يستطاع الرجوع إليها في اللغات الأوبية قديمة وحديثة.
كما حاولت أن أتعقب ما خلفته تلك الفلسفة من آثار عميقة في المذاهب والمعتقدات الإنسانية مدى قرون. وفي ذلك كله لم أُحجم عن تأويل الرواقية، كما بدت لي بعد الدرس والتأمل، ولم أعرض عن فرض الفروض، حيث تعوزنا المادة اليقينية.
ووضع الكتاب وترتيب أبوابه واختيار موضوعاته على نحو ما فعلت هو أيضًا ضرب من التأويل.
وقد بذلت في هذا البحث غاية جهدي، شرعت فيه أثناء دراستي بجامعة باريس منذ أكثر من عشر سنوات، وكتبت أكثر أبوابه إبان اشتغالي بإعداد رسالة الدكتوراه."